شبكة سورية الحدث


أقلّهن مهرا.. أكثرهنّ قهرا!

رغم اعتبارها حجرة عثرة في طريق استكمالهم نصف دينهم، إلّا أنّ أغلب الشباب يرضخون لممليات المجتمع، ومذاهبه التقليدية والعصرية في زواجهم، وفي سبيل ذلك يضطر بعضهم إلى استلاف الأموال، وطلب المعونة من الأهل والأصدقاء والجمعيات الخيرية.وعلى النقيض هناك من غرّد خارج السّرب، وتجاوز مرحلة الوسطية بتطرّف هدم فيه كل الأصول والشروط، ووصل إلى حدّ إلغاء المهر بحجّة أنّ الزواج ليس صفقة تجارية، وأنّ المرأة ليست سلعة تشترى. لكن هذه الأفكار المغالطة كثيرا ما يتّخذها المستهترون، والانتهازيون لعقد زيجات عبثية و مصلحية.  وهذا ما رصدته جواهر الشروق في هذا التقرير.قامرت بحياتيالخوف من شبح العنوسة، والسّباق مع الزمن للظفر بعريس قبل فوات الأوان - في اعتقاد بعض الفتيات –  يدفعهن إلى التنازل التدريجي عن سقف طموحهن، بما فيها حقوق وشروط ضرورية في الزواج مثل المهر، أو يقنعن بمهر زهيد جدا. هذا التّنازل الذي يفترض أن يكون سببا لجلب البركة في حياة المتزوجين، وموقفا نبيلا يرفع من قيمة المتنازلة في عين زوجها، يصبح في بعض الحالات سببا في ندمها ومأساتها، عندما تكتشف أنها ضحية زواج عبثي للتّجربة المؤقتة أو المتعة أو المصلحة.   ومن قصص الواقع تقول بسمة (36 عاما ): "كنت أعتقد أنّه سيقدّر موقف تنازلي عن حقوقي تسهيلا لزواجنا، ولعلمي أن أقلّ النساء مهرا أكثرهنّ بركة، رضيت بمهر رمزي لا يتجاوز 3 ملايين سنتيم، وأعفيته من كل الالتزامات المالية والمراسيم المعروفة،  لكنّني اكتشفت أنّني قامرت بحياتي، حينما فعلت ذلك، لأنه حدث العكس تماما.. أذاقني صنوف الإهانات، وأسمعني ألذع الشتائم، من قبيل أنّني رخيصة ودفعت له نفسي مجّانا.. كان يهجرني باليومين والثلاث دون أن يسأل عن حاجياتي، ولا علم لي أين يذهب وعندما أواجهه يقول لي إن لم يعجبك الوضع تستطيعين خلعي.."اتّخذني جسر عبور إلى حبيبتهأما دنيا (وهي فتاة عاملة في مطبعة خاصة) فلم تندم بسبب مهرها الزهيد، وزواجها الذي حرمت فيه من موكب بهيج يزفّها، ومن احتفال أهل العريس بها مثل غيرها من الفتيات، بقدر ما ندمت عن سذاجتها وثقتها العمياء في زوجها، وبحزن شديد تقول: "وقفت معه كما تقف أي أصيلة مع شريك حياتها في عسر حاله وحاجته، منحته مرتّباتي الشهرية، واشتريت له سيارة، واتخذني بالمقابل جسر عبور إلى حبيبته.. مهرها من عرق جبيني، و خرجاتها في السيارة التي اشتريتها له. وختمها بتخييري بين توقيع الموافقة على زواجه منها، وبين تحويله حياتي إلى جحيم." اتهموني في شرفيمن جهة أخرى، مهما كانت شرعية هذه الزيجات قانونيا ودينيا؛ فهي لا تشفع لها أمام ثقل الحكم الاجتماعي. وتجلب الكثير من المشاكل والانتقادات، خاصة للفتاة التي تتزوج زواجا صامتا؛ تغيب فيه كل المظاهر والتقاليد الاجتماعية المعروفة، حتى لو تمّ برضى أهلها، لن تسلم من كلام الناس وتأويلاتهم، وسيناريوهات لا تخرج عن نطاق سوء الظن، واتهامها في شرفها.  وهذا ما عاشته رانيا (26 عاما ) التي فتحت قلبها لجواهر الشروق وروت لنا تفاصيل ما حدث معها تقول: " تعرّفت على شاب مطلّق يقيم في اسبانيا، واتفقنا على الزواج في أقرب وقت، دون احتفال. وفي ظرف وجيز لا يتجاوز الشهرين أكملنا إجراءات العقد الشرعي والمدني وسافرنا معا إلى بلد إقامته. طريقتنا في الزواج لم يهضمها أقاربي وجيراني، فأطلقوا العنان لمخيلاتهم وتأويلاتهم وأشاعوا عنّي أنني وقعت في الفاحشة فلذت بالفرار إلى الخارج حتى لا يفتضح أمري. "لا إفراط ولا تفريطيعتبر ترسيم الزواج من الناحية الشرعية والقانونية والعرفية، أمرا ضروريا، لقطع الطريق على العابثين والانتهازيين، وتحسيس المقبلين عليه بجدّيته وأهميته، إضافة إلى ضمان حقوق الزوجين، وراحتهم النفسية ودرءا للانتقادات والإشاعات والمشاكل، دون إفراط ومبالغة في الماديات والمظاهر أو تفريط فيها.ورغم أن المهر وإشهار الزواج ليسا من شروط  صحته، ولا ركنا من أركانه، إلا أن الشارع الحكيم شدّد عليهما لحكمة بليغة تتلخص في إضفاء هيبة أكبر عليه، وجعله ميثاقا غليظا يصعب التلاعب به. عملا بقول الله تعالى: "وآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً" وهذه الآية تدلّ على وجوب المهر للمرأة وهو مجمع عليه.
التاريخ - 2017-07-09 8:50 PM المشاهدات 590

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم