الأمم المتحدة: مصرع نحو 200 طفل في سوريا ثمن الغارات الجوية المتصاعدة

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن المدنيين في سوريا يدفعون ثمنا باهظا وعلى نحو متزايد مع تصاعد الغارات الجوية.وأضاف أن تنظيم “داعش” يقوم بقمع المدنيين المتواجدين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته والهجوم على المدنيين بالمناطق المحيطة بها.وحث المفوض السامي جميع الدول التي تقوم قواتها الجوية بالعمليات في سوريا على “توخي عناية أكثر في التمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين”.وأضاف “أنه على كل أطراف النزاع أن يتقيدوا بالتزاماتهم باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجنيب المدنيين آثار النزاع المسلح.”وقال زيد إن “نفس المدنيين الذين يعانون من القصف العشوائي والإعدامات من قبل داعش هم من يقعون أيضا ضحايا للضربات الجوية المتصاعدة خاصة في الرقة ودير الزور”.وأضاف “وللأسف فإن العالم الخارجي لا يولي اهتماما يذكر بالمأساة المروعة التي يتعرض لها المدنيون المحاصرون في تلك المناطق”، مستشهدا بعدد من الحوادث الاخيرة.وقال “في يوم 14 أيار يذكر أن 23 مزارعا – من بينهم 17 إمرأة- قد قتلوا عندما قصفت غارة جوية قرية العكيرشي بريف محافظة الرقة الشرقي”.وفي يوم 16 أيار ذكر أن مقاتلي “داعش” قاموا بذبح رقاب ثمانية من الرجال في البوكمال في المواقع التي تعرضت للضربات الجوية في اليوم السابق “.وأضاف عقب هزيمة التنظيم في عدة مناطق في سوريا والعراق، يقوم مقاتلو “داعش” بالاعتداءات في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم والمناطق التي حولها.وقال” في 18 أيار أسفر هجوم تنظيم الدولة على قرية عقارب الصافية التي تسيطر عليها الحكومة في ريف محافظة حماة الشرقي عن استشهاد 36 مدنيا من بينهم نساء وأطفال “.وقال المفوض إن مناطق مثل مدينة البو كمال الحدودية والتي يختلط فيها مقاتلو “داعش” وأسرهم بين نحو100000 شخص- من بينهم نازحين سوريين وعراقيين- هي مصدر كبير للقلق.واضاف ” نخشى أنه بسبب تواجد تنظيم داعش فإن المدنيين في وضع متزايد الخطورة مع تصاعد الضربات الجوية والقتال على الأرض “.وأوضح أن هذا يؤدي الى سقوط أعداد أكبر من الضحايا فضلا عن الاعتداءات الانتقامية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ضد المناطق المكتظة بالمدنيين”.وقال زيد “نحن في غاية القلق بسبب ما وصلنا من تقارير عن منع تنظيم الدولة للمدنيين من مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرته – إلا إلى مناطق أخرى تحت سيطرته. ”وأضاف منع المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطر داعش يتعارض مع القانون الدولي و مع القانون الإنساني الدولي إذا ما تسبب في تعريضهم إلى مخاطر أكثر.”وأشار إلى انه “للأسف ليس هناك أدنى شك في أن تنظيم داعش يواصل قتل المدنيين وتعريضهم للخطر وإرتكاب جرائم حرب دون أي ندم على الإطلاق.”واضاف “لا يبدو واضحا لنا الالتزام على نحو مناسب من قبل مختلف القوات الجوية المشاركة في مكافحة تنظيم الدولة بالمبادئ الاساسية للقانون الدولي.”