لن نستثني أحداً هذه المرة، لأن ما كتبناه وكتبه غيرنا عن الممارسات السابقة “بتوقيتها وأدلتها” عن اتحاد المصارعة، لم يقدم أو يؤخر، لأن رئيس الاتحاد محمي مهما بلغت تجاوزاته، وحين غابت المحاسبة، وغض أصحاب القرار الرياضي النظر عن جملة الممارسات الجسيمة المرتكبة من المسؤول عن المصارعة، بل وأصروا على حمايته، كانت النتيجة الحتمية مزيداً من الممارسات التي وصلت إلى حد الانتقام من الأبطال، فمثلما أبعد الخبرات التي لم تسلم من شره بحجة أنهم لم يقفوا بصفه في الانتخابات، كذلك فإن الأبطال المحسوبين برأيه على هذه الكوادر يجب إبعادهم والقضاء عليهم، حتى لو لم يكن ذلك في مصلحة اللعبة، والمنتخب الوطني!.حكاية بطلحكايتنا مع بطل آسيا والعرب صالح قصاب الذي تمت دعوته إلى بطولة الجمهورية مؤخراً لانتقاء أصحاب المراكز الأولى لتمثيل المنتخب، ولكن رئيس الاتحاد كان له رأي آخر بعد أن انتهت البطولة، حيث قال: ليس شرطاً من يفوز على جميع اللاعبين بوزنه أن يكون في المنتخب، وإذا كان رئيس الاتحاد سيختار اللاعبين وفق مزاجه، وليس وفق مستواهم ونتائجهم، فلماذا يقيم الاتحاد بطولة للجمهورية، وليضع قائمة المنتخب الوطني وفق ما يرتئيه، وليوفر ما يصرفه الاتحاد الرياضي على إقامة مثل هذه البطولات التي لا وزن لها برأي رئيس اتحاد اللعبة!.بسطة بسوق الحميديةالبطل صالح قصاب يقول: إذا فزت على جميع اللاعبين بوزني في بطولة الجمهورية، فلماذا لم يرد اسمي بالمنتخب الوطني، بينما يتم وضع اسم من خسر معي وبفارق كبير؟! وإذا كنت سأتدرب يومياً وأتفوق، ثم يقول لنا رئيس الاتحاد على الملأ: أنا من يختار اللاعبين حتى لو لم يحققوا المراكز الأولى، ويتابع قصاب بغصة وحسرة: فمن الأفضل أن أجلس على بسطة بسوق الحميدية لأسترزق منها وأعيش، لأنه في المصارعة الأولوية للمحسوبين على رئيس اتحاد اللعبة، حتى لو لم يكونوا الأجدر؟!.“لناس وناس!”ويقول البطل صالح: وإذا كان عمري 28 عاماً فمازلت قادراً على العطاء، والبساط هو المقياس، وإذا كانت الحجة هي العمر، فأسأل الخبرات: ألا يكبرني نوزت الصالح بسنوات، ولكنه يحظى بشرف تمثيل المنتخب لأنه يحظى بالدلال والرضى من رئيس اتحاد اللعبة؟! وأسأل ألا يكبرني البطل رجا كراد بسنوات، ولكن أليس هو الأفضل بوزنه؟! ولكن كل القصة أنني محسوب على المدرب الفلاني، فما ذنبي إذا كان هناك خلاف بينه وبين رئيس الاتحاد، هل المفروض أن أبقى أدفع الثمن كل عمري الرياضي لأن فلاناً مدربي؟!.برسم مكتب ألعاب القوةوإذا تكرر هذا الظلم عدة مرات مع وعود من رئيس مكتب ألعاب القوة بأن هذا الظلم سيرفع عن اللاعبين، وعندما كتبنا في عدة مناسبات عن ممارسات وتجاوزات رئيس اتحاد المصارعة، تلقينا وعوداً من رئيس مكتب ألعاب القوة بأن الحق سيعود للبطل المظلوم، ولكن يبدو أن رئيس اتحاد المصارعة فوق مكتب ألعاب القوة، وخارج قرارات المنظمة وقوانينها لأنه محمي، وبقي كل ما سمعناه من رئيس مكتب ألعاب القوة عالوعد ياكمون؟!!.المصارعة إلى الانقراضوفي نظرة سريعة على واقع لعبة المصارعة، فقد تراجعت كثيراً، بعد أن كانت بيضة القبان في مشاركاتنا الخارجية، فلم نعد نسمع عن مشاركات في البطولات الرسمية الكبرى، ولكن إنجازاتنا تسجّل في بطولات غير رسمية، لا تتعدى المشاركة فيها بضع دول، لا تتجاوز عدد إصبع اليد الواحدة. فالحقيقة واضحة، واللعبة تؤكد تراجعها يوماً بعد يوم، وصارت مصارعتنا تتغنى ببطولات غير رسمية، لا تتعدى فيها المشاركة أحياناً ثلاث دول، بعد أن كنا أبطال آسيا، وأسياد العرب؟!.فالمشاركة بلاعب واحد في بطولة آسيا للفئات العمرية في تايوان بمشاركة ما يقارب 30 دولة، وتضم 18 وزناً، تؤكد أن اتحاد المصارعة “مفلس”، فأين هم لاعبو المصارعة الذين كنا نباهي بهم في البطولات القارية والدولية حتى تقتصر المشاركة على لاعب واحد يختصر فيها اتحاد المصارعة طموحاته التي أدت إلى تراجع اللعبة، وأوصلتها إلى طريق مسدود، وعكست التدهور الكبير لهذه اللعبة التي كنا أسيادها وأبطالها؟!.وهنا نتذكر مشاركاتنا الرسمية الحقيقية في الدورة الآسيوية، حيث خرج مصارعنا بالدقيقة الأولى، وهي سابقة لاتحاد اللعبة الذي قضى على كل بارقة أمل فيها.فاقد الشيء لا يعطيهلذلك فمثل هذا الاتحاد بهذه الصفات، لا يمكنه أن ينجح، ولو بمسابقة صغيرة، والحقيقة التي أثبتها الزمن (أن فاقد الشيء لا يعطيه)، وفهمكم كفاية.أخيراًنرجو من القيادة الرياضية أن تتدخل لنصرة ألعابنا ودعمها، وأن ترفع الغطاء عن الأصحاب والأحباب الذين أبعدوا خبراتنا وأبطالنا عن موقعهم الحقيقي، وألّا يبقى تحقيق بطولات من ورق هو المقياس الحقيقي لرياضتنا، والمبرر للاستمرار في تدهورها؟!.. فإلى متى سيبقى هذا الاتحاد مسخّراً لمصالح رئيسه، وعلى الرياضيين أن يذهبوا إلى بيوتهم، ومن جهة أخرى هل سيبقى المكتب التنفيذي مدافعاً عن رؤساء اتحادات ساهموا في قتل ألعابهم وتراجعها بعد أن كنا نتغنى بانجازاتها؟.محمد عمران
التاريخ - 2017-02-05 10:15 PM المشاهدات 704
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا