خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي لم تشأ الحياة لـ (رامي) أن يخرج إلى الدنيا بسمعٍ كامل.. فقد قًدر له بسبب نقص التروية خلال ولادته أن يعاني من نقصٍ في السمع سبب له صعوبةً في النطق.. حاولت عائلته جعله يتغلب عليها ويبرز بين جيله وكأنه لا يختلف عنهم، لكن المجتمع حوله لم يتركه وشأنه، فكانت كلمات التجريح وأصابع رفاقه التي تشير إليه دائماً تذكره بالنقص وتنكد عليه حياته حتى بعد أن شبَّ وتجاوز مرحلة البلوغ، وذات مرة سمعت والدته أحدهم يقوم بالاستهزاء به قبل أن تخرج وتهدده بوالده لكي يؤدبه...مشادة انتهت بالمخفرالكلام الذي وجهته الجارة لابن جيرانهم الذي يماثل ابنها في العمر تقريباً نقله هذا الأخير بطريقة معاكسة إلى شقيقتيه مستغلاً خوفهما من أبيهم كونه على علم بقسوته في التعامل معهم، وتمكن من أن ينقل صورة مغايرة لما حدثته به (أم رامي)، مشيراً أنها وجهت تهديداً له ولعائلته بالانتقام منهم جميعاً.وهكذا ضرب الولد بدهائه على الوتر الحساس، ولم تجد الشقيقتان مفراً من المواجهة والتأكد من الموضوع قبل مجيء والدهم.دوامة أدخل بها مراهق لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره أهله وجيرانه بها، لتخرج شقيقتاه وتصدحان بالصوت العالي بوجه (أم رامي) التي فوجئت بما تسمع، ولم تجد مجالاً لشرح الموقف كون غضب الشقيقتين كان أكبر، ومع بدء المذمات ورمي التهم والتهديدات دفع بـ (أم رامي) لتجاري جارتيها في الأسلوب الذي تطور من مشادة كلامية إلى عراك بالأيدي لم يستطع الجوار فضه إلا بطلب الشرطة..لم يتوقع أحد أن يتطور الأمر إلى هذا الحد، فالموضوع لم يتعد أكثر من خلاف أو مشاجرة (نسوان) كما يقال...لكن نقص الوعي والحكمة دفع بالثلاثة ليدخلن المخفر ويتعهدن بعدم إقلاق راحة الجوار مرة أخرى..فضيحة وانتقامدخول (رشا وشذى) المخفر عند والدهم فضيحة من العيار الثقيل لم تكن لتغتفر.. مرَّ اليوم بتثاقل وكمن ينتظر حلول المصيبة عندما انتظرت الشقيقتان عودة والدهما بقلق وهما تخشيان من كلام الجوار وأهل الحارة والأقاويل التي بدأت تشيع هنا وهناك..وكما توقعتا كان العقاب شديداً ومؤلماً، لكنه لم ينته حد الضرب، فالموضوع لم يؤرق والدهم إلا لكونه أصبح سيرة على كل لسان، وبدأ الجوار يلوكون بسمعة بناته ما جعل الأمر يتجه في منحىً آخر وتتحول القضية إلى قضية شرف، ولابد من الانتقام، وهذا ما دفعه إلى التفكير بخطة حبكت بتكتيكٍ شيطاني محترف، فالأمر لم يحتج لأكثر من شابين فاقدين للضمير ومبلغ محرز يضعه في أيديهما إضافة لكونه سيقدم لهما المتعة على طبقٍ من ذهب...ضمير ميتعلم الجار أن أمر استدرج (أم رامي) ليس بالأمر السهل، لكن علمه المسبق بأنها تبحث عن عمل جعله يصل إلى طرف الحفرة التي سيوقعها بها، فكانت الخطوة الأولى الاتصال بها والادعاء بكونه من مكتب تشغيل العمل وأنه قد تم قبولها، وسيتم تشغيلها بإحدى الشركات، وقام بإعطائها عنواناً لتتوجه إليه حيث ستسجل اسمها هناك لتأكيد الطلب قبل مراجعتها لمكتب التشغيل..سذاجة الجارة وانجرافها بذلك الخبر المفرح بالنسبة لها أنساها الحكمة والتروي، حتى أنها لم تفكر بكون الموضوع فيه خدعة من الأساس، وبالموعد المحدد في المنطقة التي ضرب لها والد ذاك الشاب موعداً فيها بشارع العدوي بدمشق كان هناك شاب يراقب خطواتها المترددة.. تقدم منها وسألها إن كانت تبحث عن شيء فأعطته اسم الشركة قبل أن يدعوها للدخول إلى مكتبه كونها وصلت إلى العنوان الذي تقصده فعلاً، ولم ينس إظهار عبارات الترحيب بها والتقنع بالوجه الودود...اغتصاب وابتزازثوان قليلة كانت فيها (أم رامي) قد دخلت إلى المحل، فيما أكمل الجار مهمته بإغلاق الباب خلفه حيث كان الباب عبارة عن مرايا من الخارج، لم تستطع (أم رامي) الصراخ بوجه الرذاذ الذي قام الشابان بمباغتها برشِّه على وجهها، وكان كفيلاً بشلِّ حركتها ودخولها في نوم عميق قبل أن يقوم والد ذاك الحدث بالاعتداء على (أم رامي) ليقوم صديقيه بعده باغتصابها على التناوب..لم تصح (أم رامي) ولم تدرِ ما حصل بها إلا بعد نصف ساعة من دخولها إلى ذاك المكتب، حيث وجدت نفسها عارية في أرض المحل.. صرخت مفزوعة لكن يد الجار التي امتدت إلى فمها كانت تجبرها على الالتزام بالصمت.. لم تصدق هي ما يحدث لها حيث شلت الصدمة أعصابها، ودخلت (أم رامي) في نوبة بكاء هستيري وهي تترجى أن يتركوها وشأنها بعد أن وعدتهم أنها ستبقي الأمر سراً من أجل ولدها، فهو ليس لديه غيرها بعد وفاة والده، ولم يقبل والد ذالك الشاب عرضها كون دنائته جعلته يدفعها إلى التذلل إليه وهو يسحق كرامتها أكثر، واشترط عليها تقبيل قدميه والتأسف عما صدر منها بعد إخراجه لمقطع فيديو صوره أثناء اغتصابها راح يهددها بنشره إذا لم تمتثل لأوامره..لحظات مرت كالموت البطيء لدى (أم رامي) التي تعرضت لأبشع أنواع الابتزاز قبل أن تخرج من المحل منهارة، لكنها استجمعت قواها ورمت كل ما هدد به الجار خلفها لتذهب إلى أقرب قسم شرطة والتقدم ببلاغ عما تعرضت له..في أيدي العدالةتم التأكد من صحة أقوال (أم رامي) بعد عرضها على الطبابة الشرعية حيث كانت آثار الاعتداء ظاهرة على جسدها، كما أكد الطبيب الشرعي حدوث مجامعة جنسية عنيفة على المدعية قبل استدعاء الجار الذي لم يتوقع أن (أم رامي) ستقوم بافتضاح أمرها بنفسها والشكوى عليه، حيث اقتيد إلى التحقيق ليعترف هناك ويقر بعد مواجهته بالأدلة بما قام به من فعل انتقاماً منها، وأعلن ندمه على ما فعل، إلا أن ندمه كان متأخراً، وقد اعترف بدوره على الشابين الذين تم إلقاء القبض عليهما وتبين أيضاً كونهما من أصحاب السوابق بالسلب والنهب والسرقة والحض على الفجور، حيث سجلت أيضاً اعترافاتهما كاملة وحول ثلاثتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل
التاريخ - 2017-01-07 1:42 PM المشاهدات 2032
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا