انتشر أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع صوتي يرتجي فيه المدعو "أبو خالد الزبداني" باقي الفصائل الإرهابية في شمال العاصمة دمشق بفتح جميع الجبهات على الجيش العربي السوري الذي ينفذ عملية "علاجية" في بلدات المنطقة وخاصة "وادي بردى" بعد أن عمدت تلك الفصائل على تلويث مياه الشرب التي تسقي أكثر من "ستة ملايين" مواطن في دمشق بمادة "المازوت وزيوت المحركات"، في محاولة منها للضغط على الجيش لوقف عملياته العسكرية في مناطق سيطرتهم، حيث كرر "الزبداني" في تسجيله الصوتي عدّة مرات كلمة "الباص الأخضر"، ما يدل على الخوف الذي دب في نفوسهم من نتائج العمليات العسكرية الضاغطة التي ينفذها الجيش على الميليشيات الإرهابية والتي تنتهي عادةً بـ"الركوب بالباص الأخضر" والترحيل المباشر إلى "إدلب" التي باتت المستنقع الذي يتم تجميع الميليشيات فيه، قبل العمل على "تجفيفه"في وقت لاحق والذي يبدو أنه لم يعُد بعيد."إلا الباص الأخضر"، هذه الجملة التي استخدمها "أبو خالد الزبداني" في رسالته لباقي الميليشيات الإرهابية، أعادتنا بالذاكرة إلى ذلك المشهد التاريخي من مسلسل "أخوة التراب" للمبدع نجدت آنزور، عندما يصرخ الممثل السوري الذي يلعب شخصية الجندي التركي الذي يتحضر للإعدام بـ"الخازوق" .. "إلا الخازوق يا سيدي"، هذه العقوبة المعروفة منذ أيام "العصملي" كما يحبّذ أبناء دمشق تسميه "العثماني"، فما قاله "أبو خالد الزبداني" يوحي وكأنه يقول لزملائه في الإرهاب "إلا الباص الأخضر"، الذي بات يلعب دور "الخازوق" كعقوبة لكل "خائن"، وهي صفة لم تعد بعيدة عنهم.كانت الميليشيات الإرهابية في شمال دمشق ومنذ سيطرتها على منابع المياه هناك، تعتقد للوهلة الأولى أنها "تمسك الدولة من يدها التي تؤلمها"، ففي دمشق تيقطن بين الـ"6 مليون - 7 مليون" نسمة، ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات الموالين لهؤلاء الذين يتسترون تحت صفة "المعارضة"، يفهم أن تلك الميليشيات "جبهة النصرة - أحرار الشام" تراهن على الضغط على أهالي العاصمة بــ"المياه"، كي "يثوروا" من جديد على قيادتهم، بحسب ما جاء في تعليقاتهم، وبالتالي فإن جميع الفيديوهات التي بُثّت من "وادي بردى أو عين الفيجة أوبسيمة أو كفر الزيت" وغيرها من القرى التي تسيطر علها تلك الجماعات الإرهابية وعددها "10 قرى"، تُحاول قدر الإمكان القول أن الجيش هو من استهدف النبع أو محطة مياه "عين الفيجة"، ما أدى إلى تسرب مادة "المازوت وزيت المولدات" إلى مجرى مياه الشرب ما أدى إلى تلويثها، ما هو إلا غباء من جهتهم متناسين أنهم ومنذ العام الماضي هم من بث عشرات الفيديوها التي تُظهر تفخيخهم لنبع عين الفيجة ومحطة الضخ التبعة له، مهددين حينها الجيش بأن أي عملية عسكرية باتجاهههم سيكون ثمنها "نسف النبع ومحطة الضخ" سويّةً، وهو ما دفع الجيش للتراجع عن عملياته العسكرية حيناً، ولطرح موضوع التفاوض حيناً آخراً، إلا أن تلك الفصائل الإرهابية هي من رفضت التوصل لاتفاق حينها لم يتضمن أياً من بنوده خروجهم إلى "إدلب"، بل فقط ترك السلاح وتسليم الدولة السورية مؤسساتها ومن ضمنها "النبع ومحطة الضخ"، وأيضاً رفضوا ذلك ..لن ندخل في سجال مع تلك الميليشيات حول الهدف من تفجيرهم أمس لمدخل والغطاء الإسمنتي لنبع عين الفيجة الذي وبقدرة إلهية لم يتضرر، في وقت منح الجيش هذه الميليشيات 48 ساعة فقط لتقرير مصيرهم، ما يدل أن هذا الفيديو جاء في وقت يناقش فيه "قادة الفصائل" اقتراحات الجيش بالخروج "سلمياً" وبـ"الباص الأخضر" إلى إدلب، مقابل عملية عسكرية واسعة "هم الخاسرون الوحيدون فيها" في حال رفضوا العرض المقدّم لهم على طبق من ذهب، خاصة وأن القرى الـ10 التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية تقع في وادي، بينما يسيطر الجيش على كافة التلال والجبال المحيطة بهم، وفي العلوم العسكرية تعتبر هذه القرى ساقطة عسكرياً والميليشيات فيها ستظهر وكأنها تقاتل "طواحين الهواء".نتمنّى أن تختار الفصائل المسلحة في شمال دمشق الحكمة والعقل في إنهاء هذه المهزلة التي لن يكون ضحيتها إلا هُمّ، خاصة وأن أصوات أبناء هذه القرى بدأت بالتصاعد في وجههم مطالبين إياهم بالخروج من قراهم وتحييدهم عن معركة خاسرة قبل أن تبدأ، على الأقل هذا ما استنتجناه من خلال متابعتنا تعليقاتهم على الصفحات والمواقع التابعة والمؤيدة لتكل الفصائل الإرهابية، كما نتمنّى أن يتعظوا من غيرهم، فقبلهم قالها المسلحون في قدسيا والهامة وخان الشيخ وضواحيها، ومؤخراً خرج إرهابيو حلب مذلولين بعد أن صدعوا رؤوسنا بجملة "الموت ولا المذلة"، وهاهم الآن يعيشون الذل في خيم نصبها لهم من طالبهم قبل خروجهم بالقتال حتى الموت .. وأغلق من موّلهم بالسلاح والمال حدوده بوجههم وإن حاولوا الاقتراب منها، رصاصات الجندرمة التركية تنتظره .. وما أشبه اليوم بالأمس .. وما أشبه الباص الأخضر .. بـ"الخازوق".
التاريخ - 2016-12-28 12:27 PM المشاهدات 1296
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا