يكثر الحديث في الشارع الكروي حاليا عن ضرورة استدعاء لاعبينا المحترفين في أوروبا لتدعيم صفوف المنتخب خلال رحلته في إياب الدور الحاسم من تصفيات مونديال روسيا وعن ضرورة قيام اتحاد كرة القدم باتخاذ إجراء عملي يكفل عودة محترفينا في دول الخليج لتمثيل المنتخب كذلك لأن هذا الأخير يحتاج لجهود جميع لاعبي كرتنا دون استثناء ولاسيما أولئك النجوم منهم.لكن السؤال الذي يراودني الآن يتمحور حول أسباب المطالبة باستقدام اللاعبن المحترفين لتدعيم المنتخب وعدم المطالبة كذلك بمدربينا المحترفين في الخارج ليقدموا خلاصة خبرتهم للاعبي المنتخب ؟!،فطالما أن احتراف اللاعب يؤدي لتطوره بدنيا وفنيا كونه يصبح ملتزما أكثر بممارسة اللعبة وكونه يحتك بلاعبين أعلى منه مستوى فإن الأكيد هو أن الاستفادة من خبرة مدربينا المحترفين ستعود ينفع أكبر على المنتخب لأن أكثر ما يتطور في المدرب المحترف هو فكره التدريبي والفكر التدريبي المتطور هو أهم علامات نجاح المدرب وهو أهم مسببات إحراز البطولات. قد يكون استقدام مدربينا المحترفين لخدمة منتخبنا أمر صعب لأن العامل المادي ذا أثر كبير في قرارهم بالموافقة أو الرفض كونهم يعملون في أندية تدفع لهم رواتب مرتفعة،ولكني بصراحة فوجئت بإجابة أحد مدربينا العاملين في الخارج حول حقيقة الفائدة الفنية التي يمكن لمدرب وطني محترف أن يقدمها لكرتنا عندما علمت أنها شبه معدومة تقريبا والسبب يعود لكون معظم مدربينا تعلموا ذاتيا فكيف ذلك ؟!.مدربنا العامل في أحد الدوريات العربية القوية قال أن التعلم والمعلومات الجديدة يتم اكتسابها من خلال الاحتكاك مع مدربين وخبراء أجانب من مدارس كروية مختلفة وهذا يتم فقط عندما يعمل المدرب في قطاع الناشئين حيث يكون هناك دائما خبير أجنبي يشرف على عمله وبالتالي يقوم بتصحيح أخطائه وكذك إطلاعه على كل جديد بصورة عملية بعيدة تماما عن النظريات المستهلكة.وفي هذا السياق يبدو أن مدربينا تعلموا من تجاربهم الشخصية مع أنديتهم في الدوري المحلي أو في المنتخب كما بات يحدث مؤخرا حيث بات المنتخب جسر عبور لعدد من مدرببنا الوطنيين للحصول على عقد احترافي في أحد الدوريات العربية.ووفقا لذلك فإن أسلوب مدربينا الوطنيين لم يتطور إلا في مناسبات نادرة وذلك بسبب ضحالة احتكاكهم بخبرات أجنبية ولأن معظمهم يتوجه لتدريب فرق الرجال في الداخل أو حتى في الخارج وهناك يكون المدرب صاحب القرار الأول والأخير،بحيث لا يوجد متسع من الوقت للتعلم والتصحيحوعلى ذلك فإنما تعلمه المدرب وهو لاعب يعود ويطبقه مع لاعبيه عندما يصبح مدرب دون أن يحدث خرق في هذه الحلقة وبالتالي يشيب مدربو كرتنا على ما شابوا عليه،ولكن تبقى المفاجأة المحزنة أن عدد المدربين السوريين الذين يعملون في الخارج مع الفئات العمرية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وهم الكابتن سامر بستنلي والكابتن عزام غوتوق والكابتن سمير ليلىالثورة - يامن الجاجة
التاريخ - 2016-11-24 6:45 AM المشاهدات 761
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا