شبكة سورية الحدث


روسيا تستهدف مسلحي إدلب وحمص والعيون تتجه نحو حلب

بصخب شديد وضجة كبيرة أطلقت روسيا عملية عسكرية واسعة قالت أنها تستهدف داعش والنصرة في حمص وإدلب، العملية ليست مستغربة بل كانت منتظرة، لكن المفاجأة كانت في اختيار هاتين المدينيتن  مع تفصيل إضافي صغير ترك الباب موارباً على إمكانية اتساع هذه العملية لتشمل حلب، وبرأيي هذا التفصيل هو المحور والهدف الأساسي لهذه العملية، فإستعراض عضلات بهذا الحجم لا يمكن أن ينتهي بصفر نتائج على الأرض، وهذا لا يليق بمقام ومكانة الترسانة العسكرية الروسية المشاركة في العملية... ولكن أي نتائج منتظرة في هاتين المدينتين؟؟ في ريف حمص تتقاسم داعش والنصرة السيطرة على مناطق خالية وواسعة ولا تحتوي مدن هامة أو تجمعات سكانية كبيرة لها ثقل يوازي مشاركة حاملة الطائرات كوزنيتسوف ومقاتلات السوخوي ٣٣، وأما في إدلب فالمعارضة تسيطر على كامل المحافظة تقريباً بمدنها وقراها ولا يوجد أي تحشيد عسكري بري للقوات السورية وحلفائها بالقرب منها ولا إمكانية واقعية لتحريرها أو حتى استعاده بعض مدنها الأساسية أو تحقيق نصر كبير فيها يتوازى مع العرض المخملي لصواريخ الكاليبر والفرقاطة غريغوروفيتش،..ما هو النصر الروسي المرتقب اذاً؟ وماذا تريد روسيا من هذه العملية؟ ولماذا حمص وإدلب؟... في الحقيقة الجميع كان ينتظر هذه العملية الروسية الواسعة والكل كان يعتقد أنها ستكون في حلب، بما فيهم أعداء روسيا الذين استعدوا جيداً لمعركة طويلة سلاحها مدنيو الأحياء الشرقية وأقوى ما فيها الجانب الإعلامي والإنساني والحقوقي وجهزوا ترسانتهم الإعلامية للترويج للمجازر والانتهاكات التي سترتكبها روسيا في حلب، لكن المفاجأة كانت أن روسيا لم تشن أي غارة على حلب منذ حوالي شهر وعندما أطلقت عمليتها العسكرية المرتقبة جعلتها في مكان آخر تماماً... نعم هي ستقاتل في حمص وإدلب ولكن لأجل حلب وليس لأي شيء آخر... هي تعلم جيداً أهمية حلب في حسم الصراع بصورة كاملة في سوريا، وتدرك في نفس الوقت خطورة وحساسية الدخول الى الأحياء الشرقية في هذا التوقيت الدولي، ومع هذا التواجد الكبير للمدنيين فيها، والفاتورة الغالية التي ستدفعها في حال انجرّت هي وحلفاؤها لحرب شوارع داخل المدينة تجهزت لها فصائل المعارضة جيداً... بالتأكيد لن تحرر هذه العملية لا إدلب ولا ريف حمص لكنها ستنهك مسلحي المعارضة في هاتين المدينتين وتقطع خطوط امدادهم وتدمر بنيتهم التحتية وتشغلهم بأنفسهم وتبعدهم تماماً عن امكانية التفكير بفك الحصار عن حلب... لتدفع مسلحي الأحياء الشرقية في حلب الى اليأس والاستسلام في نهاية المطاف وركوب الباصات الخضراء ومغادرة المدينة يعني بإختصار الطبل في إدلب وحمص لكن العرس في حلب.
التاريخ - 2016-11-15 10:46 PM المشاهدات 633

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا