سألت مسؤولا يعمل في الرقابة فيما إذا كانت النساء أقل فسادا من الرجال أم العكس ؟؟إجابته يوجد احتمال ثالث لم تذكره ... لماذا لا يكون " نفس الشي "..عدديا يقول المسؤول الرقابي أن الرجال اكثر من النساء، لكن هذا رائج لأن عدد المسؤولين أكثر من عدد المسؤولات.. لهذا لا يمكن الركون للجواب العددي لأنه غير عادل. برأيه الشخصي لا يوجد فرق الاستعداد للفساد لا علاقة له بالجنس... فكثير من الفساد يأتي أولا من ضعف المناعة الأخلاقية.. ثم من عدم الخوف من المساءلة بحيث يشعر أنه قادر على النجاة... ثم عدوى الفساد بحيث يدخل الرجل إلى مجال فيرى من حوله يعيثون فساد فيقلدهم... ثم أن هناك أسباب أخرى كثيرة، لكن ليس واحدا منها أن تكون رجلا أو امرأة .شيء ما ينقص هذه المقاربة ...لعل أولها أن المرأة تخاف من المساءلة أكثر، فالقضية لها علاقة بالسمعة والأحكام التي تصل إلى الحكم عليها بالإعدام الاجتماعي.. وهذه النقطة تشكل فارقا كبيرا لا يمكن تجاهله وهذا الفارق يتعلق بنظرة المجتمع للرجل الفاسد, للمرأة الفاسدة .. هناك تساهل من نوع ما مع الرجل وتشدد مع المرأة وهذا ينسحب على معظم الأحكام الاجتماعية وليس في قضية الفساد المالي .النقطة الثانية أن الرجل يحد نفسه في منافسة مع الآخرين للحصول على المكانة المالية ومن هنا يضل الطريق في هذه المنافسة ويدخل نفق الفساد.. وهو فوق ذلك مطلوب منه الإعالة على اعتبارها مسؤوليته الرئيسية.. بينما المرأة ليست في إطار المنافسة وليس مطلوب منها الإعالة.. وإذا ما وجدت نفسها في وضع المعيل فلديها ما يجعل المجتمع يقدم لها المساندة بعكس الرجل.. بمعنى آخر المسؤول قد يجد لنفسه مبررات المضطر بينما المسؤولة ليس لها هذا .إذا انتقلنا إلى مستوى أعلى الوزيرات والوزراء .... فإن شبهات الفساد وصلت للوزيرات، وتم تناول الوزيرات بكثير من الأقاويل التي أصبحت اتهامات مباشرة وتمت الإقالة بناء على ذلك لكنه لم يتم ادانة أي من الوزيرات بتهم الفساد رغم وضوحها في بعض الأحيان.. لكن الشيء نقسه يمكن قوله عن الوزراء الذكور في الحكومة، فهناك أقاويل تروى علنا عن الفساد لكن الأمر بقي في حدود كلام المقاهي والمكاتب وبعض الكتب السرية التي تطوى بالتجاهل ...وبالمقارنة العددية بين الوزراء الذكور والوزراء الإناث سنجد أن سمعة الوزراء أسوأ من سمعة الوزيرات وربما هذا عائد لمحدودية عدد الوزيرات ونوعية الوزرات اللواتي يشغلنها .من قصص الفساد الكبرى التي كانت بطلتها النساء سيدة محروقات التي هربت مع مئات الملايين.... و أخرى كانت تعمل في الاستثمار، وثمة نساء تورطن بالفساد من خلال العشاق والتأثير العاطفي وهي أماكن محدودة التأثير في حقل الفساد .أما عن سيدات الأعمال، فإن سمعة رجال الأعمال أسوأ بكثير من سيدات الأعمال وغالبا ما تعمل النساء في عباءة الرجل وعباءة فساده أيضا ولنا حديث قادم نخصصه لفساد سيدات الأعمال وعلاقته بفساد رجال الأعمال...أخيرا .. أتحدث عن الفساد المالي هنا ولم نتطرق إلى الأنواع الأخرى من الفساد... ونتحدث عن واجهات ومنفذي الفساد و ليس عن المحرضين و من وراء الفساد ربما المرأة تكون الدافع الأقوى للفساد.. ربما ؟؟؟الحدث - صاحبة الجلالة
التاريخ - 2016-10-16 8:29 PM المشاهدات 752
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا