سورية الحدث - لم يشهد العالم انعدام الاستقرار هذا الذي يعمّ جميع أنحاء أوراسيا منذ أن ولّت السنين التي سبقت الحرب العالميّة الثانية. وأشكال انعدام الاستقرار مختلفة، ولم يصل إلى مرحلة حرجة بعد. غير أنّ الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة باتت شائعة، والقتال دائرٌ إلى حدٍ ما في الشرق الأوسط وعلى الحدود الروسيّة، والمناورات العسكريّة جارية في مياه الصين الإقليميّة. ولم تجتمع هذه الأزمات بعد لتشكّل جحيماً شاملًا، إلّا أنّها بدأت تتفاعل. والأمر الأبرز هو أنّ الولايات المتحدة عادت للموقف الذي اتخذته قبل الحرب العالميّة الثانية.والعامل الأخطر هو غياب قوّة رادعة ظاهرة، فما من قوّة واضحة يسعها وقف القتال في الشرق الأوسط، أو حلّ أزمة الاتحاد الأوروبي الداخليّة أو أزمة روسيا الاقتصاديّة والاستراتيجيّة أو أزمات الصين السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. وفي غياب قوّة رادعة، ستستمر الأزمات وستتفاقم. ويبدو أنّه ما من قوّة تستطيع احتواءها.وكنتيجة، الاستنتاج المعقول الوحيد هو أنّنا نشهد أزمة متفاقمة في أوراسيا. وفي حال استمرّت هذه الأزمة، ستؤدّي إلى إعادة تشكيل المنطقة كما أعادت الحرب العالميّة تشكيلها.
التاريخ - 2016-09-16 1:02 PM المشاهدات 733
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا