سورية الحدث - من الغريب، ونحن في قلب هذه الأزمة العمياء، أن نجد من يتصرف بطريقة استفزازية للناس دون أي اكتراث بمشاعرهم وبالضغوط والأعباء التي تنغص عليهم معيشتهم، حيث مازالت عقلية بعض المسؤولين أو من ينضوي تحت مظلتهم قادرة على تجاوز كافة الاعتبارات الأخلاقية والقوانين وحرمان المواطن من أبسط حقوقه وبأبشع الصور… نعم تخيّلوا أن يكون هناك العشرات من المواطنين الذين ينتظرون دورهم للحصول على مادة البنزين لتأتي السيارات المصنفة في خانة المسؤولين بسائقيها من فئة (عناتر) لتنقض على سلطة القانون والدور، وليصبح العديد منها أمام خراطيم المضخات، وباقي الناس خارج حرم المحطة، بل ويتلقون عشرات الشتائم، لأنهم يحملون وسام المواطنية فقط.ومن المؤسف أن هذا المشهد حاضر بقوة الآن في محطات الوقود التي تحكمها شريعة الغاب، وتعاني من النقص في المادة بعد أن سارت جميع الجهات المعنية في موكب الأزمة بنعوشها الممتلئة بهموم المواطن، ومعاناته التي باتت بحضور الكثير من الأعباء، وفي مقدمتها بعض أصحاب البطاقات الخضراء كالطاعون الذي ينتشر بسرعة في جسد احتياجاته اليومية، وما يزيد من وجع الحالة غياب الإجابات المقنعة لدى الجهات المعنية، وخاصة وزارة النفط والجهات الرقابية الأخرى التي باتت عرجاء بإدارتها للأزمة، حيث تتالى حلقات الأزمات التي باتت السيناريو الأكثر حضوراً في حياة الناس الذين يطالبون، ومن وحي رحلات بحثهم الطويلة، بمقاضاة كل من أسهم سواء بقرار خاطئ، أو فساد واضح، وقصقصة تلك الأجنحة بريشها المنتوف من جيوب المواطن الذي يصرخ مستغيثاً دون أن يلقى أية استجابة.ومع تفاقم أزمة البنزين العالقة في متاهة الظرف الاستثنائي والانفراجات المتقطعة نضع هموم الناس، ومعاناتهم اليومية على طاولة وزارة النفط التي نتأمل منها خطوات جدية في إطار المحاسبة والمساءلة وإعادة ثقة المواطن بآليات عملها، وهو الذي يواجه سيل وعودها المتتالية بمقولة (غداً يذوب الثلج ويظهر المرج).فهل ستكون هناك محاسبة حقيقية، ومساءلة فعلية لكل أولئك المتلاعبين بحياة الناس دون مظلات حماية، أو استثناءات مقيتة، أم نستعد للمزيد من الحقن المسكنة بأمصالها الفاسدة؟.بشير فرزان


التاريخ - 2016-08-23 4:31 PM المشاهدات 1062
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا