الأكراد يسعون للانفصال.. و الدولة السورية ترد بقوة

سورية الحدث - علي ندافيقدر عدد الأكراد في سورية بأقل من نصف مليون ، نصفهم لا يحملون الجنسية السورية ، حيث هاجر قسم كبير منهم إلى سورية من تركيا في عام ١٩٢٥ عقب ثورة الشيخ سعيد بيران التي قمعتها حكومة أتاتورك بقسوة ، و نتيجة القمع التركي والاشتباكات بين الجماعات الكردية والجيش التركي من جهة أخرى.يعد المجتمع الكردي في سورية صغير جدا بالمقارنة مع نسبة الأكراد في إيران والعراق وتركيا ، حيث غيّر الأكراد في سورية تكتيكاتهم بعد نشوء أول حزب لهم عام ١٩٥٨ فقد بدأوا يطالبون بالجنسية السورية و المواطنة وحقوقهم رسميا .يعيش معظم الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرق سورية في القامشلي ورأس العرب ، وفي بلدتين صغيرتين في محافظة حلب شمال سورية و هما عين العرب (كوباني) وعفرين التي تدعى (جبل الأكراد) والمناطق المحيطة بهما ، وهم يشكلون اليوم الغالبية في هاتين المنطقتين .وعقب إندلاع الأحداث في سورية أصدر الرئيس بشار الأسد بتاريخ ٧ نيسان ٢٠١١ المرسوم الرئاسي رقم ٤٩ لعام ٢٠١١ والقاضي بمنح الجنسية السورية للمسجلين كأجانب في سجلات الحسكة ، وتمت تسوية أوضاع عشرات الآلاف من الأكراد السوريين خلال أيام وذلك قبل المهلة المحددة للجنة المكلفة بدراسة إحصاء العام ١٩٦٢، وذلك بتقدم غير المجنسين إلى لجنة محافظتهم بطلبات التجنيس خلال مهلة لا تتعدى الشهرين ، كما تنص التسوية على تقديم الاعتراضات للقضاء لمن لم يرد اسمه في لوائح غير المجنسين ، وحسب مصادر محلية فقد تجاوز عدد من سيمنحون الجنسية المئة ألف شخص.وفي بدايات الحرب شكل الأكراد قوة عسكرية اسموها قوات سوريا الديمقراطية و يشار إليها باختصار (قسد)، و هو تحالف يضم ميليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية تم تشكيله خلال الحرب السورية.و سعوا إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة من منطقة الجزيرة السورية والشريط الحدودي التركي - السوري بدعم أمريكي بالسلاح والعتاد وفي ظل تغطية جوية تؤمنها لهم مقاتلات تابعة لحلف الشمال الأطلسي (النيتو).مع دخول الحرب السورية عامها السادس بدأت نوايا الأكراد بإنشاء دولة مستقلة تظهر تدريجيا" ، الانفصال عن الدولة السورية ، في محاولة منهم إخراج الجيش السوري وقواته الرديفة من الحسكة بغية احتلالها وإعلان سيطرتهم الكاملة عليها ، هذا الأمر الذي استدعى القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة لإصدار بيان عسكري فوري هو الأول من نوعه ، نص في مضمونه ما يلي :"صعَّد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (الأسايش)في الآونة الأخيرة من أعماله الاستفزازية في مدينة الحسكة كالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان وتعطيل الامتحانات وارتكاب أعمال الخطف بحق المواطنين الآمنين وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ، وقد أخذت هذه الأعمال طابعاً أكثر خطورة بتطويق مدينة الحسكة وقصفها بالمدفعية والدبابات واستهداف مواقع الجيش العربي السوري بداخلها ما أدى إلى ارتقاء عددٍ من الشهداء العسكريين والمدنيين ، ورغم جميع المحاولات التي جرت لاحتواء الموقف وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المدينة إلا أن (الأسايش) لم يُبدوا أيَّ تجاوب, واستمروا في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة".البيان العسكري الذي رد مقاتلو الأسايش عليه بهجوم عنيف أمس الجمعة على مواقع القوات السورية ، في المدينة التي تشهد حالات كبيرة من النزوح بين المدنيين إلى الأرياف والمدن المجاورة جراء المعارك المستمرة ونقص في المواد الأساسية وانقطاع الكهرباء مع نفاذ كميات المحروقات ، في حين تزداد حدة المواجهات اليوم بين الطرفين في أحياء الحسكة ومحيطها التي فرض المتمردون فيها منع التجول .هجمات متتالية على مواقع الجيش أسفرت عن ارتقاء عدد من الشهداء الذين كثيرا" ما اختلطت دمائهم بدماء الأكراد في معارك عديدة بوجه مقاتلي داعش لوقف تقدمهم نحو المدينة ، وسط تعزيزات ضخمة أرسلتها قوات الأسايش ، قام الجيش السوري بتدمير معظمها عند اقترابها من الحسكة من أجل حصارها .حيث صرح مصدر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، لـCNN : أن الجيش الأمريكي سحب قوات خاصة من موقعها شمال سورية بعدما بدأ النظام السوري القصف في منطقة قريبة على مواقع كردية في مدينة الحسكة، ومن جهة أخرى صرّح الناطق باسم ما يسمى قوات سورية الديمقراطية : أن الولايات المتحدة تمنعهم من إقامة أي إتصال مع الروس في سورية وهذا ما دفع الجنرال الروسي من مغادرة مركز حميميم متوجها" نحو مطار القامشلي في مسعى للتهدئة وعقدت أولى الاجتماعات بهدف وقف إطلاق النار .وتتابع وحدات الجيش السوري عملية تأمين المدينة واستهداف تجمعات المتمردين الذين يقومون بدورهم أيضا بقصف مواقع الجيش بالمدفعية والصواريخ .