زيارة كيري ورسائل موسكو

سورية الحدث - بقلم : محرز العلي المتابع لجولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا ولقاءاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث إيجاد حل سياسي للأزمة المفتعلة في سورية يدرك حجم المراوغة الأميركية إزاء الالتزام بالتعهدات الخاصة بمحاربة الإرهاب، ومحاولات واشنطن الحثيثة لإيجاد غطاء شرعي للتنظيمات الإرهابية التي ترتكب المجازر والجرائم بحق الشعب السوري، وبالتالي إطالة أمد الحرب على سورية، فهل تحمل زيارة كيري إلى موسكو أي جديد..؟ما صرح به الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية عشية زيارة كيري إلى موسكو لا يدعو إلى التفاؤل فقد أكد الناطق بأن وزير الخارجية الأميركي سيطرح خلال لقاءه مع نظيره الروسي والرئيس بوتين مسألة التعاون الاستخباراتي بشأن سورية وذلك بعد نحو ست سنوات من الحرب على الشعب السوري وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن واشنطن غير جادة في جهودها بشأن حل الأزمة المفتعلة في سورية ولا تزال تماطل في مكافحة إرهاب التنظيمات التكفيرية المصنفة على لائحة المنظمات الإرهابية ولا تزال أيضا تشجع تنظيمات إجرامية على الإمعان في جرائمها لتعطيل الجهود الدولية الصادقة في إيجاد حل سياسي أساسه حوار سوري سوري بقيادة سورية بعيدا عن أي تدخل خارجي.المراوغة الأميركية قابلها رسائل غير مباشرة بعثت بها القيادة الروسية إلى واشنطن حيث قامت قاذفات روسية بالانطلاق من الأراضي الروسية وصولا إلى تدمر لتقصف وتدمر معسكرا لتنظيم داعش يحتوي على مخازن للأسلحة وآليات يستخدمها الإرهابيون في جرائمهم ومجازرهم لتؤكد بذلك أن لا رجعة عن مكافحة إرهاب التنظيمات الإرهابية وأن روسيا جادة في مساعدة الجيش العربي السوري في القضاء على الإرهاب والإرهابيين.الرسالة الثانية التي وجهتها روسيا عبر تصريح لافروف الذي انتقد فيه تقاعس المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في تحديد جلسة لمحادثات سورية سورية في جنيف، وهذا يؤكد جدية الجهود الروسية في تسريع إيجاد آليات لحقن الدم السوري وحل الأزمة المفتعلة عبر حوار سوري سوري يشمل كل المكونات والقوى السياسية السورية وبما يحقق تطلعات السوريين في الحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا وبناء مستقبل سورية المتجددة بعيدا عن أي تدخل خارجي، فهل وصلت هذه الرسائل إلى كيري؟ وهل سيحمل كيري إلى القيادة الروسية جديدا يدل على تغيير الموقف الأميركي إيجابيا تجاه سورية؟ اليوم ستتضح نتائج لقاءات كيري مع بوتين ولافروف ونعرف ما جديد كيري في زيارته لموسكو.