شبكة سورية الحدث


سلع سقطت من حسابات المواطن السوري.. فما هو البديل ؟!!..

سلع سقطت من حسابات المواطن السوري.. فما هو البديل ؟!!..
بقلم محمد الحلبي – رولا نويساتي  سلع سقطت من حسابات المواطن السوري.. فما هو البديل ؟!!..كلما طال عمر الأزمة كلما قضى الموت على أصناف عديدة كانت موائد السوريون وبيوتهم عامرة بها.. والسبب يرجع إلى انفلات الأسعار في الأسواق والذي كنا نلقي باللَّوم على التجار ونعزو أسبابه إلى جشعهم قبل أن توجه الحكومة قبل أيام ضربتها القاضية لـ(عزيزي المواطن) بزيادة أسعار المحروقات فقط.. ونقول فقط لأن الحكومة غفلت ولم تأخذ في الحسبان ما سيتبع تلك الزيادة من غلاء معيشة وإيقاد النار تحت أسعار كافة السلع في الأسواق، وبالتالي سيطلق العنان للتجار (لشفط) ما تم تعويض المواطن به كغلاء للمعيشة، وأمام هذه الحال نجد أن المواطن يحاول أن يتكيّف مع الواقع المرير الذي تفرضه الحكومة من جانب والتجار من الجانب الآخر، ليُسقط من حساباته السلعة تلو الأخرى، ويقوم بالتضييق على نفسه وأسرته كي يصل إلى بر الأمان في نهاية الشهر.. وبالعودة إلى السلع والمواد التي كانت من أساسيات المواطن السوري ولا يمكن لبيتٍ واحدٍ أن يخلو منها، نجد أن هذه السلع التي سنتحدث عنها قد غُيّبت تماماً من قوائم مشتريات المواطن السوري وتم الاستعاضة عنها ببدائل أخرى عساها تفي بالغرض كما سنشاهد في تحقيقنا التالي.. فتابعوا معنا..اللحوم الحمراء والبيضاءهي السلعة الأساسية الأولى التي أصبحت خارج حسابات المواطن السوري بعد أن وصل سعر كيلو غرام لحم الغنم إلى ستة آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل 20% من متوسط دخل المواطن السوري إذا ما فرضنا أن متوسط دخله هو 30 ألف ليرة سورية بالمجمل، وحتى لحم العجل فقد وصل إلى أربعة آلاف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، ولذلك حاول الناس الاستعاضة عن اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء، لكن هذه الأخيرة أيضاً ضربت أرقاماً قياسية ليصل سعر الفروج النيء إلى أكثر من ألفي ليرة سورية..تقول السيدة (وصال) مدرسة: فكَّرت مع زوجي بإعداد ميزانية شهرية لنتدبر أمورنا، فزوجي أيضاً مدرّس ويذهب راتبه أجرة للمنزل الذي نعيش فيه حالياً، وكان لزامٌ علينا ترشيد استهلاكنا ومصروفنا إذا ما أردنا حفظ ماء وجهنا حتى آخر كل شهر، فكانت اللحوم هي السلعة الأولى التي قررنا الاستغناء عنها رغم أهميتها بالنسبة لنمو أطفالنا، وعملنا على الاستعاضة عن البروتينات الموجودة بها بالمواد الأخرى كالعدس والحمص والفول، أما بالنسبة لنكهة الطعام فبتنا نضع مكعبات الدجاج التي تعوض قليلاً عن نكهة اللحوم..أما السيدة (أم سعيد) فقالت: وهل حال اللحوم البيضاء أفضل من اللحوم الحمراء ؟!! إن الفروج الواحد لا يكفي لثلاثة أشخاص، أي أن أسرة مكونة من ستة أشخاص بحاجة إلى فروجين سعرهما يعادل سعر كيلو لحم من العجل، لذلك أصبحت أنا وأسرتي نباتيين تماماً وابتعدنا عن المنتجات الحيوانية بشكلٍ نهائي، وهنا تضحك (أم سعيد) وتقول: حتى في أمور الطهي بت أستعيض عن السمون بالزيوت فهي أخف على الجيبة والمعدة وصحية أكثر للجسم..الموالح والمكسراتهذه المادة كانت لا تخلو منها موائد سهرات السوريين نهائياً، وكانت تتواجد بشكلٍ دائم أيضاً في بيوتهم، لكنها اليوم أصبحت خارج حسابات الأسرة السورية وخصوصاً بعد أن وصلت أسعار بعض الأصناف منها إلى أرقاماً خيالية..يقول السيد (لؤي) صاحب محمصة: قبل الأزمة كان سعر كيلو الموالح (المخلوطة) من النوعية الممتازة لا يتجاوز (1500) ليرة سورية، بينما وصل سعره اليوم إلى ستة آلاف ليرة سورية، لكن هناك نوعيات عادية رخيصة الثمن تُباع في الأسواق و يُقبل الناس على شرائها.. فالجودة أصبحت بعيدة عن اهتمامات المواطن السوري وحلّ محلها السعر الأرخص ولو على حساب الجودة، وبكل بساطة إذا ما أراد المواطن أن يجري مفاضلة بين كيلو لحمة أو كيلو موالح فمن الطبيعي أن ترجح الكفة الأولى لأنها من الضروريات بالنسبة له، بينما الموالح فقد باتت تصب في خانة الكماليات..الحلويات الشرقيةسوق الجزماتية بدمشق كان يشهد حركة جيدة وإقبال من الناس على شراء الحلويات، لكن أي نوع من الحلويات، إنها الحلويات الشعبية فقط كـ(العوامة وحلاوة الجبن والهريسة..إلخ) أما تلك الأنواع الشرقية الفاخرة كـ(المبرومة والآسية والبقلاوة) فقد أصبحت مخصصة للطبقة المخملية فقط..يقول السيد (أبو شادي): بتنا نشعر بالخجل أمام أبنائنا، فتلك الأيام التي كانت تعمر بها بيوتنا في الأعياد بمختلف الأنواع من الحلويات الشرقية باتت اليوم خارج حساباتنا نهائياً، فسعر الكيلو الواحد منها بات يعادل ربع راتب موظف حكومي من الدرجة الأولى، وإذا أردنا شراء حلويات العيد كما كنا نفعل في السابق فنحن بحاجة إلى مائة ألف ليرة سورية بأقل تقدير إذا ما عرفنا أن سعر الكيلو الواحد في بعض المحال وصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية..فيما برر السيد (أبو مازن) صاحب أحد محال الحلويات سبب ارتفاع أسعار الحلويات بشكلٍ جنوني فقال: يعود سبب ارتفاع أسعار الحلويات الشرقية إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تصنيعها، إذ أن سعر كيلو الفستق الحلبي يساوي عشرة آلاف ليرة سورية، وسعر كيلو السمن العربي خمسة آلاف ليرة سورية أما البقري الجيد المستورد فيعادل أربعة آلاف ليرة سورية، ناهيك عن أجور التصنيع والمصاريف الأخرى.. لذلك يُقبل الناس على شراء الحلويات الشعبية، بينما الحلويات الشرقية الأخرى قد تناساها المواطن السوري لأن هناك مواد أهم من الحلويات هم بحاجة إليها..ختاماًقد نكتفي بما ذكرناه رغم أن القائمة تطول، ولن نقف عند الكثير من الأساسيات التي أصبحت تُباع بالغرامات بعد أن كانت موائد السوريين تعمر بأنواع مختلفة منها كأنواع الأجبان المختلفة واللبنة والزيتون بأنواعه وزيت الزيتون الذي بات المواطن السوري يستعيض عنه بالزيت الأبيض إضافة إلى المكدوس بالجوز الذي تم الاستعاضة عن الجوز بالفستق العبيد.. كل ذلك ولا زال المواطن السوري رمزاً للصمود الأسطوري في ظل سبات الحكومة عن احتياجاته وتحميله أعباءً إضافية كلما شارفت خزينتها على النفاذ، ولم يبقَ لنا إلا أن نقول أن رمضان هذا العام أوله رفع اتصالات وأوسطه غلاء المحروقات وآخره عتق من الحياة.. ودمتم.
التاريخ - 2016-07-01 2:07 PM المشاهدات 1506

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا