شبكة سورية الحدث


الصديق العدو...

تركيا من الدول المحورية في الشرق الأوسط، وعلى مدى عقود طويلة ارتبطت سياساتها بامريكا والإتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني،ولاننسى دورها الفاعل في حلف الناتو، وفي السنوات الأخيرة سعت أنقرة للعب دور مهم وفاعل في الشرق الأوسط مدفوعة لكونها تمثل الإسلام المعتدل وبعد انجازاتها الإقتصادية المتتالية، وسعيها لإعادة أمجادها ونفوذها السابقين حيث استغلت الفراغ السياسي والوهن في الشرق الأوسط وتضعضع الحكومات فأخذت تبحث لنفسها عن دور بطولة فنراها في الحرب على ليبيا وفي أزمة مصر والعراق والأهم من ذلك كله دخولها السافر وتورطها حتى النخاع بالحرب على سورية، حيث أثبت وبالدلائل القاطعة بتدريب وتجنيد وتسهيل مرور إرهابيي العالم، والسرقة الموصوفة لكل مدينة حلب الصناعية وبث الحقد العثماني على ترابها الغالي حيث حاولوا طمس معالم حلب الأثرية ومحوها من التاريخ، بيد أن حساب البيدر لم يطابق حساب الفلاح وبدأت تنهار تدريجياً المنظومة الأردوغانية الأوغولية ونلحظ ذلك من وقت ليس ببعيد حيث بدأت العزلة الدولية على تركيا والإرهاب امتد لكل بقاعها كبقعة زيت وكنار في هشيم وأما عن المقاطعة الروسية وتحديد العلاقات بين الدولتين كان لها الأثر الأعظم على أنقرة،وخصوصاً بعد إسقاط الحكومة التركية للمقاتلة الروسية والصور الدامغة عبر الأقمار الإصطناعية التي تثبت التواطئ مع داعش لتهريب وبيع النفط السوري. وبعد كل ماقد مضى، يقف أردوغان عاجزا أمام الإدانات والتساؤلات الدولية ويتخبط كمجنون اكتوى بغبائه السياسي، فيخرج علينا رئيس الوزراء التركي يلديريم لينفي ماقال عنه إدعاءات حول اعتزام انقرة دفع تعويضات لموسكو بخصوص اسقاط المقاتلة وموت الطيار الروسي، ولما لا يكون هذا صحيحا بعد التدهور الكبير للعلاقات بين الطرفين ومحاولة أردوغان بشتى الوسائل والطرق لتحسينها وكانت آخر محاولة الإعتذار الصريح لبوتين والذي سيتلوه إتصال هاتفي، على الرغم من اعتبار بوتين لهذا الإعتذار ليس كافيا.  ومن جهة ثانية، اعترضت انقرة واستاءت من وصف البابا فرنسيس لأحداث(1915)بالإبادة الجماعية وذلك من خلال زيارة الأخير إلى أرمينيا.وكل ذلك، ومازال أردوغان يغرق أكثر فأكثر محاولا تلطيف الأجواء والإتجاه بحكم الفطرة نحو الكيان الصهيوني فربما تكون طوق نجاة لإنقاذ مايمكن إنقاذه ونرى ذلك جليا في كلمة أردوغان خلال مأدبة إفطار،حيث استرسل ووضع النقاط الأساسية لماهية وكيفية التعاون والتطبيع مع اسرائيل، وكي تنجح محاولاته في إنقاذ مايمكن إنقاذه من كوارثه السياسية الفاشلة نراه يعيد النظر في الملف السوري فيغير الأشخاص الممسكين بالملف السوري، ويغير بمصطلحاته شيئاً فشيئاً، فهل ياترى رياح التغيير بدأت تجتاح تركيا؟؟أم العد التنازلي لوضع حد لمهزلة مايسمى الربيع العربي؟؟أم بدأت تتلاشى الدولة الإخوانية الوهابية؟؟ أسئلة كثيرة تتبادر على الأذهان. وتحتاج لأجوبة، كي نفهم الواقع كما هو...ولكن الأهم من هذا كله، هل ياترى سنشهد ظهور فقاعات جديدة،،، ولكن بمسميات أخرى غير... داعش...جبهة نصرة... إخوان.....؟؟؟؟؟ يبدو أنها مفاجأت سياسية لاتخمين فيها،،، فلننتظر ونرى!!!! لأن مايهمنا الآن هو الخروج الآمن من أوحال الإرهاب واجتثاثه،، وعودة الأمان والإستقرار لربوع سورية الغالية. ريما ابراهيم الحفة
التاريخ - 2016-06-28 8:08 PM المشاهدات 749

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا