سورية الحدث ثمّة ارتياح واضح لتكليف المهندس عماد خميس تشكيل الحكومة، لكنه على درجة كبيرة من الحذر ولاسيما من جهة أن ملفّات وتحدّيات ليست بالسهلة تنتظر خميساً وفريقه الحكومي، وثمّة مراهنة على أن تحدث الحكومة المرتقبة فارقاً في المشهدين المعيشي والخدمي مقارنة بما قدّمته زميلتها السالفة.ويعوّل المتطلعون إلى التغيير على من قاد المنظومة الكهربائية في أحلك ظروف الأزمة وتعامل معها معاملة العارف بشؤون بيته بكل تفاصيله، أن يكون الوضع المعيشي للمواطن ضمن أولويات حكومته بالفعل لا بالقول.ويعقد المتفائلون آمالهم على أن يقوم رئيس الحكومة الجديد بتنسيق العمل على أعلى المستويات لوضع آليات دعم الوضع المعيشي للمستهلك وأن يقوم بهندسة أعضاء فريقه الحكومي بشكل يتناغم وينسجم مع هذه الأولوية.نعتقد أن نجاح الحكومة في تحقيق هذه الأولوية يرتبط بالدرجة الأولى بالتركيز على القطاع الزراعي واعتباره الأولوية الثانية، وخاصة بعد أن تراجعت نسبة نموّه في الخطة الخمسية الفائتة، ما يحتّم إعطاءه جرعات غير مسبوقة من الاهتمام الحكومي ولاسيما أن سورية هي بلد زراعي بالدرجة الأولى، ومن المعروف أن نجاح الزراعة يفضي إلى ازدهار قطاعات أخرى -لعل الصناعة أهمّها- وذلك من خلال تطوير الصناعات الغذائية وإحداث أخرى جديدة، ما يؤدّي بالضرورة إلى رجحان كفة الميزان التجاري عبر زيادة الصادرات.بالتأكيد المجال هنا لا يتّسع لذكر تحدّيات وملفات تنتظر الحكومة المقبلة، بعضها بحاجة إلى إعادة نظر في تركيبه وبنيته، وبعضها الآخر يحتاج إلى معالجة جذرية، ليس أولها مكافحة الفساد، ولا آخرها امتصاص البطالة والقضاء –أو الحدّ- من الفقر، لكننا نجد أنه من الضروري الإشارة -وربما التأكيد– إلى ضرورة التنسيق بين عمل جميع الوزارات بما يخدم الوطن والمواطن، بعيداً عن التخبّط بإصدار القرارات كلّ على حدة دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها في الغير، على مبدأ: كلّ على ليله يغنّي.الآمال المعقودة على الحكومة المقبلة لا يمكن تجاهلها في مرحلة المتغيّرات الدولية والإقليمية، حفاظاً على استقرار وأمن الوطن وتأمين مستلزمات وحاجات المواطن، وأخيراً.. وليس آخراً.. نستذكر قول المسرحي السوري العالمي الراحل سعد الله ونوس: “نحن محكومون بالأمل وما يجري الآن ليس نهاية التاريخ”، فهل ستكون حكومتنا عند حُسن ظنّنا بها، وتجسّد ما يجول في فسحات أملنا..؟.حسن النابلسي
التاريخ - 2016-06-26 10:32 PM المشاهدات 1145
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا