أثناء زيارتنا أنا والماستر آن أسعد لمكتبة الرواية الحديثة في حمص .. للاطلاع على الكتب النادرة التقيت مالك المكتبة الكاتب الروائي الكبير عبد الغني ملوك ومن أين نبدأ الحديث مع الروائي عبد الغني وكيف ننهيه؟ كيف يمكن الاحاطة بمثقف مخضرم واسع التجربة متشعب الخبرات ؟ لقد قرأناه مُنٓظراًوناقداً في روايته ( السوسن البري) ورأيناه وهو يعري زيف الفساد و " ذئابه" في روايته ( احلام الذئاب) وفي ثلاثيته ( مجامر الروث- في قبو الدير- والحب في زمن التحولات المدهشة) هو يبحث عن الخبايا والخفايا في مجتمع ظهر فيه الفساد والأزمات . عرفناه باحثاً في الفلسفة والجمالية والشعر بإسلوب أدبي سهل وممتع ... وقد وصفه أحد الأدباء بالساحر . عرفناه عالِماً غني الرموز والعلامات والتصوف ... بقدر ما عرفناه روائياً واقعياً ... ينسق بين الاتجاهين بإدهاش منقطع النظير يعمل على إظهار التناقضات من خلال مقابلة الصور والأحداث ، متقد الحماس للحداثة والفهم الصحيح للتراث المنقى من الشوائب ، ثاقب للسخرية لاذعها ازاء كل التفاهات والسخافات التي تتغلغل كعادات مستهجنة تعيق التطور . هو نصير متقد الحماسة للتكنولوجيا وأدواتها ، دؤوب على تغذية أفكاره وتحديثها ياستمرار كيلا ينال منها الصدأ أو وهم الاكتفاء- ولد عبد الغني ملوك روائياً متأخر من حياته ، هو النموذج المضاد للروائي المبكار ، لكن تجربته الغنية في الحياة و المحاماة والتدريس في الاكاديميات العسكرية وبين الجنود جعلت منه غني التجربة والملاحظة للنفسية البشرية على تعدد مشاربها . انه متميز في السرد ودقة الملاحظة ، ومعرفة الهدف وتسلسل الوصول إليه . واتسمت رواياته الثمانية حتى الآن بأنه الروائي المتعدد الأوجه ، المتسم بالغزارة والتنوع ، انه لا يكرر نفسه أبدا ، واسلوبه يجعلك تتابع الرواية بدون انقطاع او ملل ، لانه صاحب نظرية طليعية في الثقافة والكتابة. التقينا به في ( دار الرواية) حيث كتبه .. هو رجل مهيب ذو وجه بشوش ... يدخل القلب ببساطة ساحرة جلسنا - وبدأنا بسؤاله عن سر التنوع والغزارة في كتاباتك وقد بدأتَ متأخراً : ليكون جوابه كنت أهتم بالآداب والقراءة منذ كنت فتياً لكن الحياة أخذتني الى معمعاتها ... كان التطوع في الجيش رغم قساوته ممتعاً، وقد برعتُ في تلك المهنة و أحببتها ، لكن أتى يوم وجدت أنها ضيقة .. وأن طموحاتي أوسع من مجالها الحيوي فإنكفئت إلى المحاماة ... سبع وعشرون سنة من المعاناة مع الناس ومشاكلهم وهمومهم .. زودتني بخبرات وبيانات مما كنت لأجدها في أي مهنة أخرى ، ففكرت مرة أخرى بالكتابة بعد أن هجعت لفترة مؤقتة ، كتبت لكنني تريثت بالنشر .. ما عدا مقالات وقصص قصيرة في الدوريات لكنني كنت أكتب الرواية لمتعتي الشخصية ، أريد تجسيد أفكاري التي جمعتها من تجارب حياتي لأبرزها في الضوء ، وقد أدركت أن عصرنا هو عصر الرواية .. فولجت بشغف بابها وغمرني ضوء . - وعن سؤالنا ما إذا كان يتوقع نجاحاً بهذا الحجم يجيبنا الأستاذ عبد الغني : كل كاتب او شاعر يحلم بذلك .. لكن الواقع شيء والحلم شيء . لقد فوجئت بحب الناس واستحسانهم للأفكار المطروحة ، وشجعوني على ذلك .. ربما لأنني لامست آلامهم و عزفت على نقاط ضعفهم ومواجعهم ، وكان ذلك الاستحسان مكافئ للجهد الذي بذلته . - - - ماهي الروايات التي أصدرتها حتى الآن :أصدرت ثمان روايات هي السوسن البري - أحلام الذئاب- الثلاثية ( مجامر الروث- في قبو الدير ثم مرايا النهر) و صدر لي أيضا عن هيئة الكتاب في وزارة الثقافة ( أواخر الأيام) وأخيراً جسر على نهر جاف او المعجزة وثمة روايات أخرى قيد الانجاز - بعد هذا اللقاء الذي جمعنا هل من كلمة اخيرة تود قولها :أتمنى عودة الامان لمدينتي حمص التي أعشق ولكل قطعة من أرض سورية .- في ختام لقائنا كل الشكر للكاتب الروائي الكبير عبد الغني ملوك على استضافته لنا في مكتبته الغنية كإسمه بكل مناهل العلم والمعرفة . مكتب حمص والمنطقة الوسطى اندريه كليم ديب
التاريخ - 2016-06-25 5:20 PM المشاهدات 3145
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا