سورية الحدث - بقلم : محمد النعسان يتحدث الناس اليوم , عن بعض القرارات و التصرفات الارتجالية التي يصدّرها أصحاب القرار و التي يكون لها انعكاس رجعي على المواطن بدلاً من الايجابية .و الأمثلة كثيرة , نذكر منها مثلاً كثرة المطبات المتواجدة في الشوارع و الطرقات خاصة في أنفاق العاصمة دمشق و اوتستراداتها , و ما سببته من حوادث مؤلمة و كان آخرها حادث نفق الأمويين بذريعة أنها وجدت لتحمي أرواح الناس و تساعد على تخفيف السرعة درءاً لتصادم العربات , فما عادت جملة ( لا تستعجل يا بابا نحن بانتظارك ) تقال للتخفيف من الحوادث " فماشالله المطبات والحفر عم تقوم بالواجب" فبالرغم من حرارة الجو الرمضاني و الازدحام المروري القاتل تأتيك هذه المطبات لتكمل الحالة المأساوية للمواطن و تزيده توتراً و نرفزة و أسى .و يأتينا السؤال المحيّر : عندما تم اقتراح هذه الفكرة الجهنّمية , ألم يخطر ببال مبدعها ماذا يمكن أن يحصل للسيارات المتعثرة بتلك المطبات و حجارتها البارزة من أضرار و أذى ؟! أو ماذا يحصل للركاب و السائقين من أثر الخض و الرض ؟! بالإضافة إلى ما تهدف هذه الفكرة و ما الغاية الرئيسية من وجودها إذا كان الناس أصلاً رافضون لها و يؤكدون أنها سلبية بامتياز و تسبب الحوادث و العلل و تعطيل العربات و تهدر الوقت و تلوث البيئة بسبب الوقود الغير محترق !! و يأتينا أحدهم ليهمس لنا بأنه علاج فوري لأخطاء تم ارتكابها أثناء حفر الأنفاق و عمليات الصيانة لها و التي لم تراعي المواصفات و المقاييس المطلوبة .و يأتيك موضوع آخر هو موضوع جسور المشاة الموزعة على الشوارع دون استخدام , خاصة تلك المتواجدة على اوتستراد المزة و المتحلق الجنوبي و غيرها حيث أنها موضوعة في أماكن بعيدة عن الناس و نادراً ما يتم استعمالها . و سؤالنا من هو المسؤول عن كل تلك التكاليف الباهظة لإنشائها و صيانتها و تجهيزها , دون جدوى توازي تكلفة الأتعاب ؟! إضافة إلى الأنفاق التي حولها و التي أصبحت مكباً للأوساخ و الأوبئة .و في سياق آخر تعلن الجهات الحكومية عن رغبتها بإجراء مسابقات لتوظيف عدد من العاملين العاطلين عن العمل , و حملة شهادات مختلفة , و بالتأكيد يتقدم لها آلاف مؤلفة من الشبان يحدوهم الأمل بأن تكون الوظائف من نصيبهم , بعدما عانوا الأمرّين من التسجيل و الطوابع و الذهاب و الاياب و ( نتورة ) الموظفين , ليأتي بعدها الامتحانات المؤتمتة و فحوص المقابلة و النظري و العملي و .. و.. و, ثم تنهال الاتصالات على تلك الجهات من أجل فلان و علّان .. و يدخل الحابل بالنّابل , فإما تلغى المسابقة لأسباب مجهولة لا نعرفها أو أن تذهب الوظائف إلى ذاك العلان و صديقه أو تمدد ليوم آخر حتى يتسنى لشباب الواسطة أن تمشّي أمورها بشكل قانوني لأنهم تأخروا عن التسجيل ! و قد يغيب عن بال المتصلين دون أي وجه حق , أن 50% من تلك الشواغر لأي مسابقة هي من حق أبناء ذوي الشهداء و النصف الآخر هو للمتقدمين أصحاب الكفاءة و الدرجات العالية التي حصلوا عليها , فكيف يسمحون لأنفسهم بسلب أولئك من حقوقهم في المسابقة ليفرضوا بدلاً منهم أناس أقل مستوى بالعلم و الأداء؟!كذلك هناك شرط أساسي للتقدم إلى مسابقات التوظيف في الجهات العامة و الحكومية هو ( تأدية خدمة العلم الإلزامية ) و الذي نعتبره نحن بشكل عام واجباً رئيسياً في كل نواحي العيش لوطن علينا تقديم الغالي و النفيس من أجل أمنه و سلامته , لكن ما هو ذنب طلاب لتقديمه الدراسات العليا لتقدمها لتلك الوظائف ؟! لماذا لا نجد صيغة مقبولة لهؤلاء الطلاب الذين يسعون جاهدين للوصول بأبحاثهم العلمية لأفضل مستوى بدلاً من الوقوف في طريقهم و تحصيلهم العلمي الرفيع من خلال أي شرط لم يتحقق؟كذلك تقطع الاتصالات الهاتفية و الانترنت أثناء فترة الامتحانات عن البلد كلها و كأنها السبب الرئيسي لحالات الغش التي يقوم بها الطلاب مما تسبب الكثير من المعاناة للمواطنين خاصة ذلك الذي علق فيه المصعد أثناء فحص الرياضيات و بقي ساعتين محبوساً بداخله و كاد يختنق لولا فرج الله عليه بعودة التيار الكهربائي دون أن تلقط معه إشارة الجوال ليستنجد بأحد لينقذه!!و سؤالنا هل قطع الاتصالات هو الحل الأمثل لهذه المشكلة ؟ و إن كانت كذلك لماذا لا تقطع بعض الأحيان عن بعض المواد كما حصل هذا العام ...!!!قضايا عديدة موجودة في حياتنا تعكرنا و ترهقنا و لا ندري مم هو المسؤول المباشر عنها , مع العلم أنن هناك العديد من القرارات الارتجالية التي تم استدراكها عاجلاً , بعد أن رفضتها الناس لعدم نجاحها و لفشلها .نحن نضع هذه الأمثلة أمام الجهات المسؤولة لتوخي التروي و الاستخارة أمام أي قرار يخص المجتمع بشكل عام و الحرص على عدم العودة عنه ... و نعود و نسأل بشفافية من المسؤول .
التاريخ - 2016-06-18 7:23 PM المشاهدات 2463
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا